العنوان: معرض الكتاب ونشر ثقافة حقوق الإنسان
الكاتب: عبدالعزيز بن عثمان الفالح
لم تكن رعايةُ خادمِ الحرمينِ الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رعاه الله لمعرض الكتاب للعام 2017م عفوَ الخاطر أو تحصيلَ حاصل، فأهمية الرعاية الملكية تنبع من أهمية المُرعَى -الكتاب- وما يحمله من أهميةٍ عُظمى لديه يحفظهُ الله، فنحنُ أمةُ كتاب نزلَ عليها قرآنٌ، أول آيةٍ منه تأمرُ وتحرضُ على القراءة: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ "(5) سورة العلق. فما سادت الأمتان الإسلامية والعربية العالم إلا بكتاب الله تعالى. فمستقبلُ الأمة مرهونٌ بثقافتها وعلمها وإدراكها وموروثها الثقافي والعلمي. والرعايةُ الملكيةُ لهذا المعرض تحملُ في طياتها دلالاتٍ ومؤشرات تنبئ أن الكتاب ذو قيمةٍ وأثر وأن كاتبهُ يتحملُ حسناته وسيئاته، وأن على المؤلفين والكتّاب أن يتحملوا مسؤولية ما يكتبون، فما يكتبونه ستقرأهُ أجيال يصطبغون بصغبةِ من كتبه، وما يحملونه من فكر، تبقى مؤثرة إن خيرًا فخير وإن غير ذلك فكذلك. ومهما تنوعت وسائلُ الاتصال مرئيها ومسموعها ومقروؤها ووسائط اتصالها فلا تغني عن الكتاب شيئًا، فمن خلاله تُنشر الثقافات، وتزداد المعلومات، وتتحقق الغايات، وتتجلّى الإبداعات.
ومن بينِ تلكَ الثقافات التي تتحقق من خلالِ الكتابِ ومعارضه نشرُ ثقافةِ حقوقِ الإنسان بكلَّ جوانبها الصحية والعلمية، والتربوية والاجتماعية، والأمنية والحقوقية، فمن خلال معرض الكتاب الذي زارهُ قرابة مليونِ زائر تنقلوا بين مكتباته العربية والأجنبية، ومن خلالِ ما يُذاعُ في صالاتهِ وجنباته تسعى هيئة حقوق الإنسان إلى تحقيق رؤيتها ورسالتها المتمثلتين في تحقيق المبادرة والريادة وحماية حقوق الإنسان وتعزيزها في جميع المجالات وفقًا للمعايير الدولية، ونشر الوعي بها، والإسهام في ضمان تطبيقها في ضوء أحكام الشريعة الإسلامية. لذا أنشأت إدارة للإعلام والنشر، من خلالها صدر العديد من المطبوعات ومنها حقوق الأيتام، واللقطاء في الإسلام، والعنف الأسري، والحقوق العامة في الاسلام، والعنف الأسري تجاه الأطفال، والعنف تجاه المرأة، ومجلة حقوق الانسان، ومجلة حقوق الطفل، ومجلة بشر التي تصدر من الأمانة العامة للإتجار بالبشر بهيئة حقوق الإنسان، والمطويات المتعددة التي تناول بعضها أنواع العنف التي تتعرض له المرأة، فحقًا:
خيرُ مكانٍ في الدُنى سرجُ سابحٍ وخيرُ جليسٍ في الزمانِ كتابُ
ومن خلال هذا الجليس يعرف مُجَالِسَهُ حقّه وحقوقه.
*عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان
